يسعدنا أن نقدم لكم مجموعة من التوجيهات والنماذج التي نتوخى من ورائها أن يكون التلميذ قادرا على كتابة إنشاء فلسفي مقبول من خلال المهارات والقدرات المطلوب إنجازها من قبل المترشح لامتحان الباكالوريا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا
من الأمور التي يجب على التلميذ أن يعلمها ويستحضرها ما يلي:
1 – إن المطلوب هو كتابة إنشاء فلسفي يكشف فيه التلميذ عن قدراته في التفكير والتعبير والكتابة الصحيحة ويعبر فيه عن ذاته الفلسفية أي قدرته على تقديم موقف ورأي شخصي من القضية المطلوب معالجتها. إن الامتحان إذن هو امتحان قدرات قبل كل شيء.
2 - إن السؤال المطروح يتناول غالبا قضية ترتبط بمجزوءة. ويمكن معالجة بعض القضايا اعتمادا على أكثر من مجزوءة واحدة مثل قضية الحرية. لذلك فلا يجب رد كل القضايا إلى منطلق جزئي متمثل في محور ما.
3 – إن ما يعتبر في الموضوع الإنشائي هو مدى دقة البناء المنطقي وتنظيم الأفكار وحسن التعبير عن الموقف وعدم الخروج عما هو مطلوب في السؤال، ولذا فإن الأمر لا يتعلق بسرد حرفي لمعلومات ومعارف لا يستوفي عرضها هذه الشروط المذكورة.
4 – إن القدرات المراد اختبارها في الإنشاء هي على العموم: قدرة الفهم وطرح الإشكالية وقدرة التحليل والمناقشة وقدرة التركيب والاستنتاج.
5 – يجب مراعاة الجوانب الشكلية في بناء الموضوع. وتعتمد هذه الجوانب على الفقرات التالية: المقدمة والتحليل والمناقشة والتركيب. ويجب أن تكون هذه الفقرات واضحة ومتميزة عن بعضها البعض. لذا ينصح عموما بتقديم الموضوع على شكل أربع فقرات يسهل تمييزها.
6 – من الأخطاء الشائعة عند التلاميذ هو محاولة سرد الدرس أو عناصر محور من المحاور دون مراعاة لما هو مطلوب في السؤال المطروح، وكأن كل سؤال يحيل ضرورة إلى جزء محدد من الدرس، وهذا غير صحيح. لذا يجب على التلميذ فهم القضية المطلوب معالجتها من خلال القيام بعمليتي التحليل والمناقشة وبالاعتماد على كل المكتسبات المعرفية المتوفرة.
7 – من المشكلات التي يواجهها المصحح هو ضعف اللغة التي يستعملها الممتحن. فعلى التلميذ أن يبدأ بمعالجة هذا الأمر مند بداية السنة الدراسية وذلك بالعمل على تلخيص النصوص والدروس وكذلك العمل على القيام ببعض التمارين المتعلقة بالمقارنة بين الأطروحات ومناقشة بعض الأفكار للتمرين على إيقاظ القدرات الكامنة . إنه مهما كانت كمية الأفكار والمعارف التي نملكها فلا قيمة لها بدون لغة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا
يجب اتباع الخطوات المنهجية التالية في كتابة الإنشاء الفلسفي:
1 - التقديم: وهو عبارة عن تأطير عام للموضوع المطروح، مع طرح إشكالية تتكون من سؤالين اثنين متقابلين. والمطلوب فيه حسن الفهم للسؤال وللقضية المطروحة والقدرة على طرح إشكالية واضحة ودقيقة.
2 - التحليل: وهو عبارة عن شرح للأطروحة أو القضية المطروحة اعتمادا على الفهم الخاص، وأيضا بالاعتماد على بعض النماذج الفلسفية. والمطلوب هو القدرة على تفكيك الموضوع إلى عناصره الجزئية وحسن استثمار النماذج الفلسفية في البرهنة على خطوات التحليل.
3 – المناقشة: وهي عبارة عن تقديم طرح مضاد أو مدعم أونقد للفكرة و الأطروحة التي سبق تحليلها اعتمادا على الفهم الخاص، وأيضا بالاعتماد على بعض النماذج الفلسفية. والمطلوب فيها هو القدرة على المقارنة وحسن عرض الأطروحة المضادة مع ما يستلزم ذلك من حسن استثمار النماذج الفلسفية.
4 –التركيب: وهي عبارة عن استنتاج عام نركب فيه ما سبق ونعبر فيه عن موقفنا الخاص مما سبق تحليله ومناقشته. والمطلوب فيه هو القدرة على التركيب والاستنتاج واتخاذ موقف معين بناء على ما سبق.
إذن فإن الموضوع يجب أن يتكون شكليا من أربع فقرات متميزة في كل نماذج السؤال (النص أو القولة أو السؤال المفتوح)
أ * النص هو عبارة عن خطاب فلسفي بإشكاليته وأطروحته ومفاهيمه وحجاجه وقيمته الفلسفية، والمطلوب من التلميذ هو القدرة على تحديد كل هذه العناصر وصياغتها في موضوع إنشائي. ثم بعد ذلك مناقشتها من خلال أطروحة مضادة أو مدعمة أو بناء على القدرة الخاصة للتلميذ في المناقشة.
ب * القولة هي عبارة عن أطروحة من المطلوب تحليلها ومناقشتها. والمطلوب هو قدرة التلميذ على استحضار عناصر التحليل والحجاج وعناصر المناقشة من خلال المعرفة الفلسفية المكتسبة والنماذج الفلسفية المتوفرة.
ج * السؤال المفتوح يقدم لنا قضية تستدعي التحليل والمناقشة. فيجب تقديم التصورين المتعارضين حولها: الرأي الذي يدعم هذه القضية، والتصور الذي يرى عكس ذلك ، أي تحليل هذه القضية ومناقشتها. والمطلوب من التلميذ هو القدرة على حسن استثمار المعرفة الفلسفية والنماذج الفلسفية في بناء الموضوع الإنشائي.
وعلى التلميذ أن يكون مستعدا لمعالجة أي نموذج كان، معياره في هذا هو مدى قدرته على تناول سؤال من هذه الأسئلة المطروحة، يكون واضحا ومتميزا بالنسبة إليه، و أقرب إلى فهمه وقدرته على التناول. ولهذا يجب تجاوز الفكرة الشائعة حول وجود نموذج هو أسهل من آخر. فسهولة السؤال بالنسبة للتلميذ تتحدد بعد قراءة كل الأسئلة وليس قبل ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا
كيفية التعامل مع السؤال أثناء الامتحان:
1- قراءة الأسئلة الثلاث قراءة متأنية ومركزة.
2- اختيار سؤال من بين الأسئلة المطروحة اعتمادا على معيارين اثنين: وضوح السؤال وتميزه بالنسبة للتلميذ ثم ارتباط السؤال بجوانب يستطيع التلميذ مناقشتها والتعبير عن رأيه فيها.
3- بعد الاختيار النهائي يجب استبعاد الأسئلة الأخرى وعدم الرجوع إليها مجددا وذلك لأن أي ارتباك في هذا المجال يؤدي إلى ضياع للجهد والوقت.
4- يجب البدء أولا بفهم السؤال فهما دقيقا وتحديد ما هو مطلوب بدقة كافية بناء على ما يطرحه هذا السؤال.
5- يستحسن البدء بعملية التحليل للقضية المطلوب معالجتها وحسن شرحها بتركيز تام ودون الخوض في قضايا غير مطلوبة، ثم العمل على مناقشتها، ثم القيام بعملية التركيب. وبعد كل هذا العودة إلى التقديم والذي هو تأطير عام لما تم تحليله ومناقشته وطرح إشكالية يكون كل ما قدم جوابا عنها.
6- من المفيد أن يتفادى التلميذ القيام بالتحرير الكلي للموضوع على المسودة ثم إعادة نقله على ورقة التحرير، فمثل هذه العملية تأخذ من التلميذ جهدا ووقتا من الأفيد استغلالهما في التحليل والمناقشة. لذا ينصح بالعمل على ضبط عناصر الموضوع بدقة وتركيز على المسودة وكتابة ذلك مباشرة على ورقة التحرير.
7- ينصح بحسن التركيز والاهتمام بما هو مطلوب وعدم الانشغال بما يفعل الآخرون وتجاوز كل الأساليب الشائعة عند التلاميذ في الكتابة، فلقد أكدت التجربة أن كل هذا غير مفيد في الحصول على المراد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا
نماذج تطبيقية:
سنعمل أولا على تقديم المواضيع المطلوب معالجتها ثم نقدم عناصر تحليلها بعد ذلك. لذا يرجى من التلميذ عدم النظر إلى اقتراح الإجابة أولا، بل ترك ذلك والابتداء بتحليل شخصي للموضوع، وهذا من أجل أن يتمكن التلميذ من اختبار إمكانياته وقدراته في التحليل والمناقشة.
وسيلاحظ التلميذ أن هذه النماذج تختلف في طريقة عرضها، وهو أمر مقصود لإبراز تعدد إمكانيات التناول. فإذا كان النموذج العام شبه موحد فإن طرق التناول تختلف من تلميذ إلى آخر حسب اختلاف القدرات الفكرية واللغوية. فلا يجب الاعتقاد بوجود نموذج مطلق في بناء الإنشاء، وإنما الأمر يتعلق بمقترحات مختلفة تعتمد نموذجا عاما يرصد المطلوب ويجب على التلميذ أن يكون قريبا منه. وفي الأخير تبقى إمكانيات التلميذ اللغوية والفلسفية وقدراته التعبيرية هي المحدد لقيمة كل موضوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الامتحان الوطني الموحد الدورة العادية 2008
الموضوع الأول
هل العدالة هي تطبيق القانون؟
اقتراح عناصر الإجابة
بعد قراءة السؤال قراءة متأنية يقترح أن يتناول من خلال العناصر التالية:
المقدمة:
يستحسن أن أن يشير التلميذ في هذه المقدمة إلى أن السياسة كمفهوم فلسفي وقانوني تتحدد بغايتها لإقامة الحق والعدالة.
بعد هذا يمكن طرح الإشكالية المتعلقة بالموضوع وهي عبارة عن سؤالين: السؤال الأول يشير إلى مدى كون العدالة هي تطبيق القانون والسؤال الثاني يطرح القضية المقابلة وهي أن تطبيق القانون قد لا يحقق العدالة
التحليل:
عناصر التحليل يجب أن تشير إلى معنى مفهوم العدالة في علاقته بالحق والقانون. وبعد ذلك الإشارة إلى كون العدالة لا تتحقق إلا في ظل تطبيق القانون داخل دولة الحق والقانون، وأنه بدون قانون لا يمكن أن تكون هنالك عدالة لأن عكس هذا هو السقوط في الحق الطبيعي. ويمكن الاستدلال على هذه الأفكار ببعض الفلاسفة مثل فلاسفة الأنوار في معالحتهم لفكرة الحق والقانون والعدالة. وعلى العموم فإن التحليل يمكن أن يعتمد على توجه إيجابي حول السؤال.
المناقشة:
يمكن هنا أن نبرز أن العدالة هي أساس الحق ، وهذا الأخير هو ما يشكل غاية القانون لكن معنى العدالة كقيمة قد لايتحقق بتطبيق القوانين. فبعض القوانين تكون ظالمة، إما في نظر الشخص أو المجموعة أو على أساس الواقع الموجود. ويمكن هنا أن نأتي ببعض الأمثلة المستقاة من الواقع أو من بعض القوانين. ويمكن أن نستدل ببعض الفلاسفة مثل التصور الماركسي للقانون داخل الدولة الرأسمالية.
التركيب:
يمكن أن نخرج بتركيب يؤكد على ضرورة أن نحقق العدالة داخل المجتمع من خلال قوانين عادلة.
الموضوع الثاني
" المفاهيم الفيزيائية إبداعات حرة للفكر البشري، وليست كما يمكن أن يعتقد، محددة فقط من طرف العالم الخارجي وحده."
أوضح مضمون هذه القولة ثم بين علاقة النظرية بالتجربة
اقتراح عناصر الإجابة
( القولة لأنشتين)
المقدمة:
في البداية يتعين قراءة القولة قراءة متأنية لعدة مرات من أجل تحديد معناها العام، ويمكن الابتداء بكتابة التحليل والمناقشة كما اقترحنا من قبل، وذلك لفائدة هذه الخطوات من الناحية العملية، ولأن المقدمة هي عبارة عن تأطير من الأحسن تترك حتى ننتهي من العناصر التي سنقوم بتأطيرها. وقد أكدت التجربة فائدة العمل بهذه الطريقة. وهي مقترح يمكن للتلميذ أن يعمل به إن اتفق معه
القولة تتأطر داخل مجزوءة المعرفة
يتعلق الأمر إذن بطبيعة المعرفة العلمية بين البناء النظري والتجريبي
تبين القولة أن المفاهيم الفيزيائية هي من إنتاج العقل وليست معطاة في الواقع التجريبي
بعد أن نقوم بهذا العمل نطرح سؤالين: ما دور العقل في بناء المعرفة العلمية؟ وما علاقة النظرية بالتجربة؟
التحليل:
بعد هذا ننتقل إلى تحليل القولة تبعا للسؤال المطروح وهو: أوضح مضمون هذه القولة
تحديد بعض معاني المفاهيم في الفيزياء: مفهوم الكتلة مفهوم الحركة....
هذه المفاهيم هي ابداع عقلي بمعنى أن العقل هو الذي يؤسس المفاهيم الفيزيائية
مثال ذلك ان الواقع الفيزيائي ليس معطى في الواقع بل إن على العالم أن يبني هذه المفاهيم عقليا ويصوغها صياغة رياضية
يتجلى ذلك في الفيزياء النظرية والفيزياء المتعلقة بالواقع الميكروسكوبي والتي تطورت في بداية القرن العشرين.
لم يعد الواقع العلمي في المعرفة العلمية المعاصرة معطى واقعيا بل إن الواقع لم يعد وحده يقدم لنا معرفة علمية بل إن العقل أصبح هو الأساس في هذه المعرفة. حسب ما يقول باشلار
مثال عن بعض المفكرين الذين يؤكدون على هذه الفكرة : إنشتين
المناقشة:
بعد الانتهاء من هذه المرحلة يمكن الانتقال إلى مناقشتها عبر مقارنة المعرفة العلمية المعاصرة في الفيزياء بالتصورات الفيزيائية الكلاسيكية التي كانت ترى بأن التجربة هي مبدأ المعرفة العلمية
يمكن تقديم بعض الأمثلة عن ذلك بكلود برنار مثلا
العقلانية العلمية المعاصرة هي تجاوز للتصورات الكلاسيكية حول طبيعة المعرفة العلمية
هنا نكون أمام منطلقين في بناء المعرفة العلمية: التجربة والنظرية
يبرز دوهيم أن النظرية تبقى فارغة بدون أن تؤكدها التجربة
معيار دقة البناء النظري العقلي هو التجربة
التركيب:
عند هذه المرحلة سنكون أمام فكرتين في بناء المعرفة العلمية: الأساس النظري العقلي والأساس التجريبي
من الممكن أن نركب بين الأساسين من خلال تصور باشلار مثلا
الموضوع الثالث:
" من وجهة نظري يبدو أنه توجد سلسلة مستمرة من الحالات الواعية متصلة بعضها مع بعض، بمقدرتي في أي لحظة أن أتذكر تجارب واعية حدثت في الماضي(...) إن هذا هو العنصر الجوهري في الهوية الشخصية.
السبب الذي يستلزم هذا المعيار بالإضافة إلى الهوية الجسدية هو أنه من السهل لي أن أتصور حالات فيها أجد نفسي في جسد آخر عندما أستيقظ من النوم، ولكن من وجهة نظري سأكون متأكدا من أنني الشخص نفسه. أنا أحتفظ بتجارب كجزء من السلسلة، فهي تشتمل على تجارب الذاكرة لحالاتي الماضية الواعية.
ادعى " لوك" أن هذه هي الصفة الجوهرية في الهوية الشخصية، وسماها الوعي. ولكن التأويل المتعارف عليه الذي كان يقصده هو الذاكرة(...) وأظن أن هذا ما كان يعنيه "لوك" عندما قال إن الوعي يؤدي وظيفة جوهرية في تصورنا للهوية الشخصية. ولكن بغض النظر عما إذا كان "لوك" يقصد هذا المعنى، فإن استمرارية الذاكرة هي على الأقل جزء مهم من تصورنا للهوية الشخصية."
حلل وناقش
اقتراح عناصر الإجابة
المقدمة:
النص يدخل في إطار قضية الوضع البشري ويحاول تحديد مفهوم الهوية الشخصية
إمكانية الحديث عن مفهوم الشخص ومعنى الهوية الشخصية بشكل عام ودون إطناب.
طرح سؤالين اثنين أحدهما يثير قضية الهوية من خلال النص والآخر يفتحنا على إمكانيات أخرى
.
التحليل:
يجب اتباع خطوات التحليل المعروفة وهي: تحديد إشكالية النص وأطروحته وشرح بعض مفاهيمه وتقديم أساليب الحجاج والقيمة الفلسفية للنص.
بعض الأفكار التي يمكن أن توجه التحليل:
الشخص هو حالات الوعي المستمر.
يمكن للشخص أن يتذكر حالات وعية باستمرار.
مفهوم الاستمرارية هو الذي يعطي المعنى لهوة الشخص.
يعتبر لوك المثال البارز عن هذا التصور.
المناقشة:
يمكن مناقشة هذه الأطروحة من خلال إبراز محدوديتها في فهم هوية الشخص.
هنالك أطروحات أخرى في هذا الموضوع تختلف نسبيا عن أطروحة النص بتقديمها لعناصر أخرى في تحديد هوية الشخص مثل تصور ديكارت ومونيي مثلا.
التركيب :
إبراز كون مفهوم الشخص وهويته يتضمن أبعادا كثيرة ومتعددة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الامتحان الوطني الموحد الدورة الاستدراكية لشهر يوليوز 2008
الموضوع الأول:
هل الدولة غاية في ذاتها أم مجرد وسيلة؟
اقتراح عناصر الإجابة
المقدمة:
موضوع هذا السؤال يتعلق بالدولة ولهذا يمكن للتلميذ أن يبني مدخلا يشير فيه إلى قضية الدولة في التفكير الفلسفي، وكيف أنها قامت في نظر الفلاسفة من أجل أن تحقق مصالح الناس.
بعد هذا يمكن أن نبني الإشكال المتضمن لسؤالين اثنين يتعلق الأول بكون الدولة هي غاية وضرورة لتحقيق عدالة وإحقاق الحق والثاني يتعلق بكونها مجرد وسيلم من أجل تحقيق مصالح خاصة أو طبقية..
التحليل:
يتعلق التحليل عموما بشرح معنى الدولة وكونها قامت من أجل تحقيق مصالح الناس وذلك بالوسائل المختلفة التي تستعملها كالقانون والعنف والسلطة. وأنها من أجا هذا تعتبر غاية في حد ذاتها وضرورة لا محيد عنه.
يمكن أن نستدل على قولنا هذا بما قدمه لنا فلاسفة الأنوار حول مفهوم الدولة وضرورتها
المناقشة:
يمكن أن تنصب المناقشة على ما يعارض الأفكار الواردة في التحليل وذلك من حيث أن الدولة قد لا تحقق غاياتها بمجموعة من الممارسات المبنية على العنف غير المشروع أو عدم تحقيقها للعدالة أو خدمتها لطبقة من الطبقات.
يمكن أن نستدل هنا ببعض الفلاسفة مثل التصور الماركسي للدولة
التركيب:
نركب كل ما سبق من خلال القول مثلا بأن الدولة هي في نفس الوقت غاية ووسيلة
الموضوع الثاني:
" لا يكون الشخص شخصا إلا بتوجهه نحو الغير، ولا يعرف ذاته إلا من خلال الغير، ولا وجود له إلا بالغير."
اشرح مضمون القولة وبين أبعادها
اقتراح عناصر الإجابة
(القولة هي لمونيي)
المقدمة:
يستحسن إبراز أن القولة تتحدث عن الوضع البشري من حيث كونه يتكون من الشخص والغير. وتبين لنا أن الشخص لا يحس بوجوده إلا في علاقته بالغير، أي أن الغير ضروري لوجود الأنا. بعد هذا نطرح سؤالين يتعلق الأول بعناصر ضرورة الغير بالنسبة لوجود الشخص ويتعلق الثاني بمناقشة قيمة هذه الفكرة من خلال مدى ضرورة الغير.
التحليل:
نحلل القولة من خلال استحضار كل العناصر التي نعرفها حول ضرورة الغير لوجود الشخص ومعرفة الأنا، وهذا على كافة المستويات الشخصية والعلائقية وبناء على أمثلة يمكن أخذها من الواقع المعيش وأيضا يمكن الرجوع فيها إلى بعض النماذج الفلسفية مثل: سارتر- ميرلوبونتي أو غيرهما
المناقشة:
يستحسن مناقشة فكرة القولة من خلال تصور معارض متسائلين من قيمة هذه الفكرة وعن مدى ضرورة الغير لوجود الشخص ومعرفة الأنا. ويمكن هنا لاستعانة بكل الأمثلة المتاحة أو ببعض النماذج الفلسفية مثل ديكارت
التركيب:
سنكون هنا أمام موقفين: ضرورة الغير أو عدم ضرورته لوجود الشخص. ويمكن التركيب بين هذين الموقفين.
الموضوع الثالث:
" لم يعد العلماء يصرون على وجود ما يسمى " الحقيقة المطلقة"، وإنما يرضيهم أن نظرية معينة قد صمدت أمام كل محاولات التفنيد، وظلت قادرة على تفسير كل ما هو مفروض أن تفسره، ولقد ظل الاعتقاد سائدا لأكثر من قرن أن معادلات " نيوتن" هي الحقيقة المطلقة، ثم جاءت نظريات " إنشتاين" في النسبية لتكشف لنا عن خطأ معادلات " نيوتن" في حالات معينة.
وأقرب شيء إلى المنطق هو الاعتراف بأن معظم النظريات العلمية قد توافرت فيها المقومات التي تجعلنا نعتبرها حقائق مؤكدة، بينما اختلف نصيب نظريات أخرى من هذه المقومات ، مما يجعلها موضع مفاضلة، فلو تساوى هذا القدر في نظريتين " متنافستين" فالنظرية الأكثر نجاحا في حل المشاكل ( وبخاصة الصعبة) هي التي نأخذ بصحتها، إلى أن تظهر أخرى أقوى منها."
حلل وناقش
اقتراح عناصر الإجابة
( النص هو لأرنست مايير)
المقدمة:
يستحسن أن يتحدث التلميذ في المقدمة عن معنى الحقيقة بصفة عامة والحقيقة العلمية بصفة خاصة ويشير إلى أطروحة النص التي تبين أن الحقيقة العلمية نسبية. ثم يطرح إشكالا من سؤالين، يشير الأول إلى عناصر نسبية الحقيقة في العلم ويشير الثاني إلى مايجعل الحقيقة العلمية صادقة.
التحليل:
يجب على التلميذ أن يحلل أفكار هذا النص ويشرحها على ضوء خطوات التحليل وحسب النموذجين المقدمين سابقا. وتدور أطروحة النص حول كون النظريات العلمية لا تعبر عن الحقيقة المطلقة وإنما هي نظريات نسبية تتفاضل فيما بينها بما تستطيع تفسيره.
المناقشة:
يمكن للتلميذ أن يناقش من خلال البحث في معنى الحقيقة من حيث هي نسبية أو مطلقة ويطبق هذا على الحقيقة العلمية فيما يخص طبيعته ومعايير صدقها. ويستحسن أن يأتي ببعض النماذج الفلسفية مثل باشلار مثلا عندما يناقش طبيعة النظرية العلمية أو بوبر عندما يطرح فكرة القابلية للتفنيد
التركيب:
يمكن الوصول إلى أن النظريات العلمية هي نسبية ولها طابع متطور وغير مطلق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الامتحان الوطني الموحد الدورة العادية 2009
الموضوع الأول:
هل تنحصر هوية الشخص وقيمته في الجسد؟
اقتراح عناصر الإجابة
المقدمة:
يتأطر الموضوع ضمن مجزوءة الوضع البشري
افشارة على ما يثره مفهوم الشخص من معاني وشكاليات
من ضمن الإشكاليات الهامة المتعلقة بهذا المفهوم إشكالية هوية الشخص
فهل تنحصر هذه الهوية في الجسد أم تتعدى ذلك إلى مكونات أخرى؟
التحليل:
اإشارة إلى بعض معاني ودلالات مفهوم الجسد
الجسد مقوم أساسي في وجود الكائن عموما والإنسان خصوصا
التعبير الجسدي طريقة للتواصل
يمكن معرفة هوية الشخص من خلال بعض سلوكاته الجسدية
مفهوم الهوية وما يثيره من دلالات وعلاقتها بالجسد
هنالك مدارس علمية اعتمدت على الجسد لمعرفة الشخص
الإشارة إلى تصور سارتر خصوصا في موضوع علاقة الجسد بالشخص
يمكن تقديم نماذج أخرى في هذا الموضوع
المناقشة:
يمكن العودة في البداية إلى مفهوم الهوية كمفهوم عميق وشامل
يدل هذا المفهوم على الوحدو والاستمرارية
يشير هذا المفهوم إلى ما هو أشمل من التعبير الجسدي
الهوية هي عمق داخلي للشخص وتشير إلى الوعي المستقل والفردي الدائم والمميز
يتميز الجسد بالتغير ولا يعرض بصدق ودقة المعاني الجوهرية في الشخص
الجسد إذن لا يعبر عن هوية الشخص في معناها العميق
يمكن هنا الإشارة إلى بعض النماذج الفلسفية مثل تصور جون لوك أو غيره
التركيب:
يمكن التركيب بين التصورين السابقين من خلال الإشارة إلى أهمية الجسد في التعبير عن الهوية الشخصية ولكن في نفس الوقت الإشارة إلى محدوديته
الهوية الشخصية مفهوم شامل يتضمن ما هو جسدي ونفسي
الموضوع الثاني:
" يقتضي مبدأ العدالة تحقيق المساواة، إلا في الحالة التي تكون فيها اللامساواة مفيدة اجتماعيا "
اشرح مضمون القولة وبين أبعادها
اقتراح عناصر الإجابة
القولة لبرتراند راسل
المقدمة:
القضية التي تثيرها القولة تدخل في موضوع السياسة والغرض من ممارستها وهو تحقيق العدالة
تقديم معنى أولي وعام لمفهوم العدالة
القولة التي أمامنا تضعنا أمام إمكانيتين لتحقيق العدالة: العدالة هي تحقيق المساواة، قد تكون اللامساواة جزءا من تحقيق العدالة.
من خلال هذه المفارقة نطرح الإشكالية الخاصة بالقضية والتي تتوجه إلى شرح مضمون القولة وتحديد أبعادها: كيف تتحقق العدالة من خلال المساواة، وما هي الإمكانيات التي نحقق فيها العدالة مع وجود اللامساواة؟
التحليل:
( نقترح امكانيتين للتحليل والمناقشة: إما تحليل مفهوم العدالة في علاقته بالمساواة وأبعاد ذلك على الحياة الاجتماعية والسياسية ثم القيام بمناقشة هذا الأمر من خلال مفهوم العدالة في علاقته باللامساواة أما الإمكانية الثانية فهي تحليل القولة من خلال المفارقة التي تطرحها ثم مناقشة أبعاد ذلك فيما بعد)
تعريف العدالة وعرض بعض مبادئها: المساواة، الإنصاف، ضمان الحقوق، دولة الحق والقانون...
تحديد معنى المساواة من الناحية السياسية والاجتماعية
علاقة العدالة بالمساواة باعتبار أنه لا عدالة حقيقية إلا بتحقيق المساواة بين المواطنين على كافة المستويات
عند تحقيق العدالة نصل إلى: تحقيق كرامة المواطن، ضمان الأمن النفسي والاجتماعي...
لتحقيق العدالة أبعاد كثير على كافة المستويات الاجتماعية
تقديم بعض النماذج الفلسفية مثل: راولز ، راوس،...
المناقشة:
لكن: هل تحقيق العدالة يعني في كافة الأحيان تحقيق المساواة، أم أن اللامساواة يمكن أن تكون من مبادئ تحقيق العدالة داخل المجتمع؟
تعريف اللامساواة: أن تميل القانون إلى إعطاء بعض الحقوق لبعض المواطنين أو لفئات منهم دون الآخرين
مبدا اللامساواة قاعدة عرفتها كل المجتمعات في الماضي وتعرفها بعض المجتمعات في الحاضر( بعض الأمثلة)
يمكن أن توجد اللامساواة في مجتمع عادل وديموقراطي
بعض مظاهر اللامساواة التي تحقق العدالة داخل المجتمع: إعطاء حقوق استثنائية لبعض الفئات الاجتماعية من أجل الوصول بها إلى مستوى اعتباري خاص( المرأة، المرضى، الفئات الفقيرة، المعاقون..)
كثير من المجتمعات لجأت إلى سن قوانين خاصة في نوع من اللامساواة وغايتها تحقيق عدالة اكبر داخل المجتمع( اللامساواة الإيجابية)
إذن فإن اللامساواة قد تكون مفيدة اجتماعيا ولها أبعاد عميقة في تحقيق مبدأ العدالة
تقديم بعض النماذج الفلسفية مثل: روسو(قيمة التفاوت في حياة الإنسان بعد الانتقال من حالة الطبيعة)
التركيب:
نحن هنا أمام مبدأين لتحقيق: مبدأ المساواة ومبدأ اللامساواة
يمكن الجمع بينهما والخروج بتصور يعبر عن رأي التلميذ في القضية المطروحة بناء على ما سبق
الموضوع الثالث:
" إن النظرية غالبا ما تظهر في البداية كنوع من الخيال ، ذلك الخيال الذي يأتي للعالم على شكل إلهام قبل أن يتمكن من اكتشاف قواعد المطابقة التي تساعده على إثبات نظريته. وعندما قال "ديموقريطس"*: إن كل شيء يتكون من ذرات، لم يكن لديه بالتأكيد أدنى دليل تجريبي على صحة نظريته، ومع ذلك كانت لديه عبقرية فذة وفراسة عظيمة. ذلك لأنه بعد مضي أكثر من ألفي سنة أمكن إثبات ما تخيله. ولهذا السبب لا ينبغي أن نتهور ونعارض أي خيال توقعي لنظرية ما، بشرط أن يكون في الإمكان اختباره في زمن مستقبلي ما. والواقع أننا نقف على أرض صلبة، ولكن إذا كنا نتوخى الحذر حقيقة، فلا يمكن أن ندعي الفرضية أنها علمية إلا إذا كانت هناك إمكانية لاختبارها. وليس المطلوب إثباتها حتى تصبح فرضية، وإنما المطلوب أن تكون ثمة قواعد مطابقة تسمح ، ولو مبدئيا، بأن تكون لنا وسائل لإثبات أو عدم إثبات نظرية ما. "
حلل النص وناقشه
- ديموقريطس فيلسوف يوناني( 460 – 370 قبل الميلاد)
اقتراح عناصر الإجابة
النص هو لكارناب
المقدمة:
النص يتأطر داخل مجزوءة المعرفة ويتناول قضية العلاقة بين النظرية والتجربة بناء على مفهوم الخيال ودوره في العلم
تأكيد النص على قيمة الخيال في المعرفة العلمية
التساؤل عن دور الخيال بناء عل ما يعرضه النص ثم البحث عن قيمة الخيال وحدوده داخل المعرفة العلمية
التحليل:
ينبغي أن يقرأ النص قراءة جيدة وتحديد أفكاره الأساس(بداية النظرية تكون خيالا-الخيال يكون مثل الإلهام- مثال ديموقريطس-الشروط الضرورية لكي يصبح الخيال مبدأ للنظرية)
تحليل النص بناء على خطوات التحليل المعروفة ودون إغفال لأحداها اعتمادا على الأفكار التي سبق تحديدها:
ما دور الخيال في بناء النظرية العلمية؟
النظرية العلمية تكون في البداية خيالا
تعريف الخيال كما ورد في النص
استعمال النص لأسلوب حجاجي يتمثل في مثال ديموقيطس
أهمية النص الفلسفية تتمثل في إبراز دور الخيال في المعرفة العلمية وعلاقة ذلك بكل من النظرية والتجربة
المناقشة:
يمكن مناقشة النص من خلال إبراز قيمة أطروحة النص من الناحية الفلسفية والعلمية وحدودها:
التمييز بين معنى الخيال في العلم والخيال السطوري
إبراز دور الخيال في بناء بعض النظريات( محاولة تقديم بعض الأمثلة التي يمكن أن يرجع فيها التلميذ إلى رصيده الأدبي والمعرفي وما يقدم في القنوات اإعلامية..)
الخيال وعلاقته بالعقل
متى يمكن نقل الخيال إلى نظريات وفرضيات علمية
يمكن الاستعانة هنا ببعض الأمثلة الفلسفية إن وجدت
التركيب:
يمكن للتلميذ أن يبرز موقفه من القضية موضوع النقاش وهي دور الخيال في المعرفة العلمية من خلال القيام بتركيب بين العناصر التي سبق تحليلها ومناقشتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الامتحان الوطني الموحد الدورة الاستدراكية 2009
الموضوع الأول:
هل الخضوع للقوانين يلغي حرية الإنسان؟
اقتراح عناصر الإجابة
المقدمة:
يتأطر موضوع السؤال عموما ضمن مجزوءة الأخلاق في علاقتها بالحتميات التي يعيشها الإنسان وخصوصا منه ما يفرضها المجتمع عن طريق القوانين
كل مجتمع يعرف قوانين منظمة لحياته
لا قيام لدولة بدون قوانين
من اللازم على الإنسان ضمن هذا الخضوع للقوانين التي تحد من حريته على السلوك.
هنا نكون أمام مفارقتين في علاقة القوانين بالحرية: الإنسان يحقق حريته رغم وجود القوانين، القوانين تحد من حرية الإنسان
انطلاقا من هذا تطرح الإشكالية الخاصة بموضوع السؤال
التحليل:
بناء على جاء في التقديم يمكن أن نعلج هنا التصور الذي يرى بأن القوانين تحد فعلا من حرية الإنسان
تعريف مفهوم الحرية في معناه العام والذي يعني القدرة على الفعل دون حواجز
الإنسان بطبعه يحب أن يكون حرا
الحرية من مقومات الوجود الطبيعي للإنسان..حالة الطبيعة
القوانين وضعت أساسا لتنظيم حياة الناس الاجتماعية..حالة المدنية
لا تقوم الحياة الاجتماعية ولا الدولة دون وجود قوانين
الحياة الاجتماعية ترتبط بوجود حتميات متعددة ومن ضمنها القوانين
القوانين تحدد ما يمكن فعله وما يمنع
هنا تكون حرية الإنسان محدودة
ضرورة وجود القوانين ترتبط بمحدودية قدرة الفعل والحرية لدى الإنسان
إذن فإن وجود القوانين يحد من حرية الإنسان
يمكن تقديم بعض النماذج الفلسفية في هذا الموضوع: روسو، هوبز..
المناقشة:
يمكن هنا العودة إلى تعريف مفهوم الحرية وإضفء طابع اجتماعي وقانوني على هذا المفهوم
الإنسان هو كائن اجتماعي ولهذا لا يمكنه العيش على حالة الطبيعة الأصلية
من الضروري أن يعالج مفهوم الحرية ضمن الحياة الاجتماعية وداخل الدولة وليس خارج هذا
لايمكن هنا أن تكون الحرية هي القدرة على الفعل حسب الرغبة والميل الطبيعي وإنما الفعل ضمن الحياة المشتركة مع الغير
لن تكون القوانين هنا حدا للحرية بل تنظيما لها
هنا يمكن أن نعطي للحرية مضمونا اجتماعيا ومدنيا حسب ما قدمه لنا بعض الفلاسفة مثل اسبينوزا
يمكن أن تكون للحرية أبعاد أخلاقية كبرى ترتبط بالإرادة كما قدمها كانط أو بالوعي والاستقلالية الذاتية والمشروع كما قدم ذلك سارتر..
إذن فإن وجود الحتميات داخل المجتمع لا يتناقض مع الحرية
فالقوانين لا تلغي الحرية
التركيب:
يمكن هنا أن نركب ما سبق فير موقف عام ينفتح على معنى واسع للحرية نربطه بالذات والمجتمع
يمكن هنا أن نعطي مثالا من الحياة الاجتماعية والسياسية للإنسان
الموضوع الثاني:
" ليست النظرية معرفة، بل ما يتيح المعرفة...إنها ليست حلا لمشكل، بل إمكانية لمعالجته."
أوضع مضمون القولة وبين أبعادها
اقتراح عناصر الإجابة
القولة هي لإدجار موران
المقدمة:
يدخل موضوع هذه القولة ضمن قضية المعرفة من خلال العلاقة بين النظرية والتجربة
يمكن تقديم تعريف عام لمفهوم المعرفة بناء على مضمون القولة باعتبارها علاقة مضبوطة بين الذات والموضوع
القولة تبين بأن النظرية ليست معرفة ولا حلا لمشكل بل إنها فقط طريق إلى المعرفة
انطلاقا من هذا تطرح لإشكالية المتعلقة بالموضوع والتي تدور حل مضمون هذه القولة وأبعادها
التحليل:
يدور موضوع التحليل حول محاولة إبراز مضمون القولة
العودة إلى تحديد مفهوم المعرفة بشكل أكثر توسعا
محاولة تعريف مفهوم النظرية وما يرتبط بها من مفاهيم أخرى كالفرضية والاحتمال ..
إبراز معنى كون النظرية ليست معرفة من خلال ما سبق
محاولة إبراز كيف أن النظرية ليست حلا لمشكل ولا تقديما لمعرفة حوله
النظرية إذن تتيح لنا فقط المعرفة وتضعنا على طريقها وتعطينا الإمكانيات الموجودة لحل مشكل ما
النظرية من خلال هذا هي مجموعة من الإمكانيات المحتاجة إلى دعم تجريبي وواقعي لتصبح معرفة
هكذا نصل إلى استنتاج يتوافق مع مضمون القولة
يمكن تقديم بعض النماذج الفلسفية المتفقة مع هذا المضمون مثل دوهيم وغريه
المناقشة:
يمكن أن تدور المناقشة عموما حول أبعاد المضمون السابق
إبراز دور النظرية في المعرفة العلمية
إبراز دور العقل في المعرفة العلمية المعاصرة وأبعاد العقلانية العلمية
إبراز قيمة التجربة في المعرفة وعلاقتها بالنظرية
محاولة بحث قضية المعايير التي تستند إليها المعرفة عموما والمعرفة العلمية خصوصا وعلاقة ذلك بمفهوم الحقيقة
تقديم مجموعة من الأمثلة الدالة من خلال تطور المعرفة العلمية المعاصرة
يمكن تقديم بعض الأمثلة من تاريخ العلم لدعم ما سبق مثل: إنشتين، باشلار، بوبر وغيرهم
التركيب:
يمكن التركيب بين كل ما سبق ومحاولة بلورة موقف خاص من قضية دور النظرية في المعرفة وعلاقتها بالتجربة وضرورة تلازم الطرفين في بناء أية معرفة حقيقية
الموضوع الثالث:
" إن المرء يولد بمفرده، ويموت بمفرده، ولكنه لا يحيا إلا مع الآخرين وبالآخرين وللآخرين. وإذا كان قد وقع في ظن البعض أن الشعور الفردي إنما هو ذلك الوعي الخاص الذي نستشعر معه أننا موجودون وحدنا دون الآخرين... فإن الوجود بدون الآخرين هو نفسه صورة من صور الوجود مع الآخرين، بمعنى أن الشعور الفردي لا ينطوي على أي انفصال مطلق عن عالم " الغير" الذي هو من مقومات الوجود الإنساني بصفة عامة.
وكما أنه ليس ثمة ذات بدون العالم، فإنه ليس ثمة ذات بدون الغير. وسواء أكان الغير هو الخصم الذي أتصارع معه وأتمرد عليه وأسخر منه، أم كان هو الصديق الذي أتعاطف معه وأنجذب نحوه وأبادله حبا بحب، فإنني في كلتا الحالتين لا أستطيع أن أعيش بدونه، ولا أملك سوى أن أحدد وجودي بإزائه."
حلل النص وناقشه
اقتراح عناصر الإجابة
النص هو لزكرياء إبراهيم
المقدمة:
يتأطر النص ضمن مجزوءة الوضع البشري ويقدم لنا تصورا للعلاقة التي تربط الأنا بالغير
التصور الذي يقدمه النص هو أن الوجود مع الغير ضرورة وجودية ومقوم من مقومات وجود الأنا
بناء على هذا يمكن طرح الإشكالية المتعلقة بالموضوع والتي تدور حول تحليل مضمون هذا النص ومناقشته
التحليل:
تحليل النص يدور عموما حول إنجاز عناصر التحليل المعروفة
من الممكن تحديد الأفكار الأساس التي يدور حولها هذا النص والتي تنتظم حولها أطروحته
الأطروحة التي تدور حولها النص هي أن الوجود مع الغير مقوم ضروري لوجود الأنا وفي كل حالات وجود هذا الأنا في علاقته بالغير
هنالك مفهومان يستعملهما النص وهما: مفهوم الأنا ومفهوم الغير( يجب العمل على تعريف هذين المفهومين حسب سياق النص)
أسلوب الحجاج الذي يستعمله النص هو أسلوب الشرح والتفسير
قيمة النص الفلسفية تتمثل عموما في تأكيده على ضرورة الغير من أجل أن يحس الأنا بوجوده
المناقشة:
يمكن في البداية مناقشة قيمة النص الفلسفية ومحاولة وضعها ضمن سياقها الفلسفي
مدى ضرورة الغيرلوجود الأنا
هنا سنكون أمام أطروحات متباينة في هذا الموضوع ويمكن عرض بعضها في إطار مناقشة أطروحة النص
اطروحة ديكارت التي تؤكد على أن وجود الأنا يتأسس على فعل التفكير
أطروحة هيجل الجدلية التي تجعل العلاقة الجدلية بالغير أساسا لوجود الأنا
أطروحة سارتر التي تؤكد على ضرورة المرور بالعلاقة مع الغير لإثبات وجودي...
التركيب:
امام مجموع هذه الأطروحات واختلافها يمكن للتلميذ أن يركب بينه في موقف ىخر يفتح على افاق أخرى للعلاقة مع الغير وربطها ببعض الصور الواقعية
يمكن ايضا تاييد موقف من هذه المواقف بالاستناد على حجج معينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتراح نموذج امتحان 1
الموضوع الأول
هل يحد الواجب الاجتماعي من الحرية؟
اقتراح عناصر الإجابة
المقدمة:
يدخل هذا السؤال في إطار مجزوءة الأخلاق
في هذه المقدمة يمكن الإشارة إلى البعد الأخلاقي لحياة الإنسان داخل المجتمع ومنها على الخصوص الواجب الاجتماعي وإبراز كون الواجب يرتبط بالحد من الحرية الطبيعية
انطلاقا من هذا يمكن طرح الإشكالية التي تحيلنا إلى إمكانيتين: الواجب الاجتماعي يحد من الحرية – الواجب الاجتماعي لا يحد من الحرية
التحليل:
أول ما يمكن للتلميذ أن يبدأ به في تحليل هذا السؤال هو تعريف مفهومي: الواجب الاجتماعي ومفهوم الحرية
الواجب الاجتماعي يشير على مجموع ما يفرضه المجتمع على الفرد عن طريق التنشئة الاجتماعية: الأسرة ، المدرسة، الإعلام... وأيضا عن طريق القانون
- الواجب الأخلاقي هنا يكون مؤسسا على ما يفرضه المجتمع من خلال الأوامر والنواهي
- الحرية هي فعل إرادي يجعل الإنسان قادرا على فعل ما يريد
- الإنسان كائن اجتماعي وهنا تكون حريته محدودة بما يفرضه المجتمع
- الحرية داخل المجتمع هي حرية محددة ومحدودة
- جوابا على السؤال المطروح: نعم فإن الواجبات الاجتماعية هي حد من الحرية
- الواجب الأخلاقي إذن هو في الأخير تلك الواجبات التي يفرضها المجتمع
- من الفلاسفة الذين أكدوا على هذه الفكرة عالم الاجتماع دوركايم( عرض بعض عناصر تصور هذا المفكر حول علاقة الواجب بالمجتمع)
المناقشة:
يمكن مناقشة هذا الرأي برأي معارض.
يجب البحث عن قيمة الواجب الذي يتأسس فقط على الضرورة الاجتماعية
هذا الواجب سيجعل الأخلاق نسبية وغير مرتبطة بمعايير كونية وإنسانية
مثل هذه الواجبات الاجتماعية ستجعل الإنسان تابعا وتنقص من قيمة الإرادة الشخصية في الفعل
إذن فإن الواجبات الاجتماعية يمكن أن تكون تنظيما للحرية وليس الحد منها
الحرية يجب أن تكون نابعة عن وعي أخلاقي نابع عن الذات وعن العقل الأخلاقي
من الفلاسفة الذين يمكن العودة إليهم الفيلسوف كانط الذي يؤكد على البعد الأخلاقي العقلي في تحديد الواجب وعلاقته بالحرية
يمكن الاستدلال بالتصور الوجودي عموما على علاقة الإكراه الاجتماعي بالحرية.
التركيب:
عند هذه اللحظة سنكون أمام موقفين: موقف يرى بأن الواجبات الاجتماعية تحد من الحرية وموقف آخر يرى عكس ذلك
على التلميذ أن يقوم بتركيب للموقفين من خلال التأكيد على واقعية كون الواجبات الاجتماعية هي حد من الحرية لكن في نفس الوقت فإن الإنسان يبقى قادرا بإرادته ووعيه على القيام بواجبات بمحض إرادته.
الموضوع الثاني
"الحرية هي حق فعل ما تبيحه القوانين. فإذا استطاع أحد الناس أن يصنع ما تحرمه القوانين سيفقد الحرية، وذلك لإمكان قيام الآخرين بمثل ما فعل"
أبرز مضمون هذه القولة وبين قيمتها
اقتراح عناصر الإجابة
( القولة هي لمونتسكيو)
المقدمة:
تتأطر هذه القولة داخل مجال الحرية في علاقتها بالقانون. فالإنسان كائن اجتماعي وكل مجتمع يخضع لمجموعو من الضوابط القانونية وهي تد من حرية الإنسان على فعل ما يريد.
الإشارة إلى الفكرة التي تطرحها القولة وهي أنه لا معنى للحرية خارج القانون وذلك لن هذا له علاقة على الاستقرار الاجتماعي.
ننطلق من هذا لطرح الإشكالية التي تتكون من سؤالين يشير الأول منهما إلى شرح القولة وإبراز علاقة الحرية بالقانون ويشير الثاني منهما إلى مدى قيمة هذه الفكرة وإمكانية وجود حرية خارج القانون.
التحليل:
يتعلق التحليل بمحاولة شرح هذه القولة، كما هو مطلوب، شرحا كافيا، وذلك بإبراز معنى مفهوم القانون وأثره على الحياة الاجتماعية وحده من حرية الأفراد وضبطه للأوامر والنواهي واعتماده على مسطرة العقاب لكل من خالفه... وكل هذا يعتبر في مصلحة الجميع، للأن مخالفة القانون تعرض الحياة الاجتماعية للخطر. ولهذا فلا حرية إلا داخل القانون وليس خارجه. فلا يجوز أن تمارس الحرية داخل المجتمع دون ضوابط...
يستحسن أن نأتي ببعض النماذج الفلسفية التي طرحت مثل هذه الفكرة مثل حنا أرنت أو مونتسكيو أو غيرهما
المناقشة:
تروم المناقشة إبراز قيمة هذه القولة، حسب ما هو مطلوب في السؤال، وذلك بالبحث عن حدود الحرية ، وهل هذه الحدود تقف فقط عند القانون أم لها أبعاد أخرى. ويمكن هنا أن نشير على بعد آخر للحرية لا يمكن أن يضبطه القانون وهو الحرية الداخلية لكل إنسان وهي حرية لا يمكن أن يضبطها القانون ونعود هنا إلى فكرة حرية الشخص كما يقدمها مونيي أو سارتر. ومن جهة أخرى يمكن الإشارة إلى إمكانية رفض بعض القوانين والمطالبة بتغييرها توسيعا لمجال الحرية على اعتبار أن القانون هو غير ثابت وهنا تصبح حدود الحرية نسبية ومرنة . ويمكن هنا أن نقدم تصور العروي حول هذه المسألة.
التركيب:
ما دمنا أما فكرتين متقابلتين لعلاقة الحرية بالقانونن فإنه يمكن الجمع بينهما بإبراز حدود الحرية في علاقتها بالقانون.
الموضوع الثالث:
" الحرية ترتبط بتوأم لا ينفصل عنها بأي حال من الأحوال وهو المسئولية. فالقول بأن الإنسان حر الاختيار لا تحده أي حتميات مسبقة بيولوجية كانت أو اجتماعية أو تاريخية يعنى أنه ليس هناك ما يشكل حياة الإنسان أو وجوده سوى اختياراته وأفعاله التى لا يمكنه أن يلقى تبعتها على أي قوى أخرى سوى نفسه، إنه مسئول مسئولية كاملة عن وجوده وعن كل اختيار أو فعل ينبع من هذا الوجود. ليس لدى الإنسان بديل عن الاختيار والفعل، وأن يكون مسئولا عن كل فعل مسئولية كاملة إنه وضع إنسانى صعب ليس فيه مكان لمبررات أو آمال زائفة. لا شئ يبرر أو يعين سوى الاختيار الحر المسئول.
إلا أن هذه الحرية هى حرية فى الاختيار، ومثل هذه الحرية تعنى ضمنيا أن عدد البدائل المتاحة محدود ونهائى. فكل اختيار يحد من غيره من الاختيارات. كما أن الشخص محدد بإمكانيات جسده والأشياء من حوله غير أن كل هذا لا يجب أن يحد من مسئولية الإنسان عن وجوده وعن أفعاله. إنه يزيد من صعوبتها ولكنه لا ينفيها أو يقلل منها."
حلل وناقش
اقتراح عناصر الإجابة
( صاحب النص هو مونيي)
المقدمة:
نقرأ النص قراءة متأنية، وأثناء القراءة نحدد بعض الأفكار الهامة التي يقدمها هذا النص وبعض المفاهيم التي يعتمد عليها في بناء أفكاره.( ارتباط الحرية بالمسؤولية ـ حرية الإنسان تتوقف على وجوده ـ حرية الإنسان تعني مسئوليته عن أفعاله ـ غير أن الحرية محدودة بتزاحم الاختيارات ـ مع ذلك فإن هذا لا ينقص من حرية الإنسان) * عند هذه اللحظة سنكون قد انتهينا من بناء الموضوع وسيبقى أمامنا فقط القيام بتأطير للقضية المطروحة والبناء الإشكالي والذي يتعلق خصوصا بمعرفة مضمون النص والبحث عن قيمته
التحليل:
بعد هذه العملية التي تطلبت قراءة النص لعدة مرات، يكون التلميذ في وضع يمكنه من إنجاز الخطوات الأساسية لتحليل النص وهي على العموم: تحديد السؤال الذي يطرحه النص ، استخراج الأطروحة، ضبط معنى المفاهيم المستعملة، تحديد أساليب الحجاج، فهم قيمة النص الفلسفية.
ويمكن إجمال ذلك فيما يلي:
+ ما معنى الحرية وما علاقتها بالمسؤولية؟
+ إن حرية الإنسان تعني أن حياته مبنية على اختياراته وأنه مسئول عن أفعاله.
+ استعمال النص لمفهومي الحرية والمسئولية في عرض أفكاره. ويجب شرح هذين المفهومين حسب سياق النص
+ استعمال النص لأسلوب الشرح والتفسير في عرض أطروحته.
+ تتحدد قيمة النص الفلسفية في تجاوزها لكل التصورات القائلة بتحكم الضرورات المختلفة في فعل الإنسان وفي ربطها بين الوجود الإنساني والمسئولية التي يمكن أن تتخذ أبعادا متعددة: شخصية واجتماعية وقانونية.
- هذه هي مجموع العناصر التي يجب على التلميذ أن يصوغها ويربط بينها بأسلوبه الخاص متناولا كل الأفكار الواردة في النص. وغايتها إبراز قدرة التلميذ على الفهم الصحيح للنص.
المناقشة:
بعد هذه العملية يجب الانتقال إلى مناقشة أطروحة النص انطلاقا من قيمتها الفلسفية داخل تاريخ الفلسفة كما سبق عرضها ومن خلال إبراز مدى اختلاف الفلاسفة ومدى اتفاقهم معها، ويستحسن هنا تقديم بعض النماذج الدالة على ذلك.
ويمكن إجمال ذلك فيما يلي:
+ فكرة الحرية قامت من أجل معارضة أطروحات أخرى عرفها تاريخ الفلسفة تقول بخضوع الفعل الإنساني لضرورات متعددة.
+ هذه الضرورات منها ما هو سوسيولوجي أو سيكولوجي أو طبيعي
+ لبعض الفلاسفة والعلماء الذين أكدوا على بعد الضرورة في الفعل الإنساني: لنتون ـ دوركايم ـ فرويد ـ سبينوزا
+ في المقابل هنالك من الفلاسفة من يدعم هذه الأطروحة ويؤكد على فكرة الحرية وقدرة الإنسان على التعبير عن وجوده باختياره وإرادته. من الأمثلة عن ذلك: سارتر ومونيي
التركيب:
بعد الانتهاء من التحليل والمناقشة سنكون أمام مفارقة يجب الإدلاء برأينا حولها وهي: الإنسان بين الحرية والضرورة. ويمكن هنا أن نحل الإشكال المطروح عن طريق القيام بعملية تركيب بين الأطروحتين وذلك بإبراز حدود الحرية وحدود الضرورة في السلوك الإنساني.
- هذا كل ما تضمنته مسودة الإنشاء الفلسفي الذي نقوم ببنائه وعلينا أن نقوم بتحرير هذه الأفكار على ورقة التحرير من خلال : المقدمة والتحليل والمناقشة والتركيب. ويلاحظ من خلال كل ما أنجزنا أننا بقينا مرتبطين بالمطلوب منا وهو تحليل النص ومناقشته ودون حاجة مباشرة إلى معطيات محددة داخل الدرس.
- ويجب التنبيه إلى أنه لا يجوز للتلميذ كتابة العناصر منفصلة عن بعضها كما يفعل البعض. بل إنه من اللازم صياغة هذا على شكل موضوع تبرز فيه قدرات التلميذ اللغوية والإنشائية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتراح امتحان رقم 2
الموضوع الأول
هل يمكن معرفة الغير؟
اقتراح عناصر الإجابة
المقدمة:
في البداية يجب على التلميذ أن يقرأ بتأن هذا السؤال من أجل تحديد المجال الذي يشير إلي.
يتعلق الأمر بمفهوم الغير داخل مجزوءة الوضع البشري
الحديث بشكل عام عن قضية معرفة الغير كمشكلة فلسفية حديثة وتقديم شرح بسيط لمعنى معرفة الغير.
بعد هذا نطرح سؤالين يشيران إلى الإمكانيتين التين سنقدمها في التحليل
التحليل:
- يجب أن نحدد في البداية معنى قضية معرفة الغير داخل الوضع البشري
- تقديم بعض صور معرفة الغير: المعرفة الجسدية، معرفة شعور الغير
- التحدث عن بعض الإشكاليات التي نواجهها في معرفة الغير.
- الجواب بالإيجاب عن السؤال.
- تقديم بعض الأمثلة من تصورات الفلاسفة الذين يؤكدون على إمكانية معرفة الغير: هوسرل، ميرلوبونتي،شيلر أوغيرهم
· المناقشة:
يمكن أن ندخل هذه المناقشة من خلال البحث عن بعض الإمكانيات التي لا يكمن فيها معرفة الغير.
- الغير كموضوع.
- الغير كجسد
- تقديم بعض الأمثلة من خلال بعض الفلاسفة الذين يؤكدون على عدم القدرة على معرفة الغير: سارتر، بيرجي، مالبرنش أو غيرهم.
· التركيب:
نكون أمام تصورين يمكن التركيب بينهما أو اختيار أحدهما كموقف خاص من الإشكالية المطروحة.
الموضوع الثاني
" إن المنتحر على خطأ، لأنه لو كان مصيبا في قراره بقتل نفسه لوجب أن يدمر كل واحد نفسه".
اشرح هذه القولة وبين أساس الواجب الأخلاقي
اقتراح عناصر الإجابة
هذه القولة هي لكانط
المقدمة:
القولة تدخل في إطار مجزوءة الأخلاق
موضوع القولة يشير إلى قضية الوجب الأخلاقي كقضية فلسفية والأسس التي تقوم عليها
نبين كيف أن الفلاسفة اختلفوا حول هذه الأسس ونختم بسؤالين: الأول يتعلق بوحدة أساس الفعل الأخلاقي والثاني يتعلق بتعدد هذه الأسس
التحليل:
تحليل فعل الانتحار وإبراز معناه الأخلاقي
هذا الفعل يتعلق بتحطيم الحياة
حب الحياة هو شعور كوني لدى كل الناس ولهذا فإن فعل الانتحار يناقض هذا الشعور الكوني الإنساني
لا يمكن لكل إنسان أن يدمر نفسه لأن هذا ليس من الأسس الأخلاقية الكونية
لا يمكن للانتحار أن يكون إنسانيا
إذن: الواجب الأخلاقي يتأسس على ما هو كوني وينبع عن الضمير الأخلاقي.
تقديم مثال على ذلك بتصور كانط على الخصوص والذي يؤكد على أن السلوك الأخلاقي ، هو السلوك الذي يخضع للمبدأ الكوني المتمثل في الأمر المطلق، والذي يلزمنا بأن تتصرف في ظروف معينة بنفس الطريقة التي يجب أن يتصرف بها كل فرد في نفس الظروف. فالواجب مرجعه العقل وغايته احترام القانون ومنطلق هذا الواجب اإرادة الخيرة.
الانتحار حسب هذا التصور ليس سلوكا أخلاقيا كونيا .
· المناقشة:
يمكن أن نناقش هذا التصور على ضوء الأسس الأخرى للفعل الأخلاقي الأخرى مثل الإلزام القانوني والاجتماعي.
يمكن أن نورد بعض النماذج الفلسفية التي تقدم تصورات مختلفة حول أسس الفعل الأخلاقي
· التركيب:
يمكن التركيب بين كل هذه الأسس التي ينبني عليه الفعل الأخلاقي مع ما يتضمنه ذلك من نسبية في هذه الأسس.
الموضوع الثالث
" أن يكون المرء أسيرا لذاته، فلا يستطيع أن يرى أو أن يفعل حقا ما هو مفيد له، فتلك أبشع العبودية. و الحرية تكون لمن اختار بحمض إرادته أن يعيش مهتديا بالعقل وحده. أما الفعل الذي نقوم به تلبية لأمر، أعني الطاعة، فلئن كان يجرد من الحرية بوجه من الوجوه، فإنه لا يحول صاحبه مباشرة إلى عبد، بل الدافع المحدد للفعل هو الذي يحوله إلى ذلك. فإذا كانت غاية الفعل نفع الآمر به لا نفع القائم به، كان هذا القائم به عبدا لا خير فيه لنفسه. وعلى العكس من ذلك فإن الذي يطيع صاحب السيادة طاعة كلية، في ظل دولة أو نظام يجعلان القانون الأسمى خلاص الشعب بأسره لا مصلحة الآمر وحده، لا يجب أن يعتبر عبدا لا خير فيه لنفسه، بل هو مرؤوس. و هكذا تكون هذه الدولة أكثر الدول حرية لما اعتمدته قوانينها من العقل القويم. إن كل فرد في هذه الدولة يستطيع متى أراد أن يكون حرا، أي أن يعيش بحمض إرادته مهتديا بالعقل. كذلك أيضا ليس الأطفال عبيدا بالرغم من كونهم ملزمين بطاعة أوامر آبائهم لأن أوامر الآباء تراعي مصلحة الأطفال أيما مراعاة."
حلل وناقش
اقتراح عناصر الإجابة
هذا النص هو لسبينوزا
المقدمة
من أجل تحليل النص ومناقشته أثناء الامتحان يجب اتباع الخطوات التالية:
قراءة النص قراءة متأنية لتحديد المجال الذي يتحدث فيه.
النص يتحدث داخل مجال مجزرءة السياسة ومن خلال مفهوم الدولة.
النص يتحدث عن مفهوم الحرية المدنية داخل الدولة
انطلاقا من هذا نطرح إشكالية هذا النص التي تتعلق بتحديد مضمون النص وتصوره حول مفهوم الحرية داخل الدولة ثم مناقشة قيمة هذه الأطروحة
التحليل:
ينبغي على التلميذ أن يقوم بتحليل النص من خلال خطوات التحليل المعروفة: إشكالية النص، الأطروحة، المفاهيم، الحجاج، قيمة النص الفلسفية
بعض الأفكار الموجهة للتحليل:
- يميز النص بين من يعيش لذاته وبين من يعيش بمقتضى العقل. الأول يعيش العبودية والثاني يعيش الحرية
- تحديد النص لمفهوم الحرية ومفهوم العبودية في علاقتهما بالإكراه الذي يأتي من الدولة.
- من يعيش تحت أمر شخص آخر هو عبد أما من يعيش تحت أمر الدولة فهو حر.
- الحياة داخل الدولة هي تعبير عن أعلى درجات العقل والحرية.
المناقشة:
النص يعتبر الدولة محققة للحرية وغايته ومشروعيتها تكمن في هذا، فهل هذا أمر صحيح؟
- قد لا تتحقق الحرية في الدول.
- اعتماد الدولة على العنف في ممارسة السلطة.
- تحليل مفهوم العنف وعلاقته بالسلطة
- مشروعية العنف وعدمه داخل الدولة وطبيعة السلطة السياسية.
- تقديم بعض الأمثلة عن هذا: ماكس فيبر، راوس ، عبد الله العروي، أو غيرهم
التركيب:
في هذه اللحظة نكون أمام مفارقة في تحديد مشروعية الدولة وغاياتها ووسائل ممارستها للسلطة: تحقيق الحرية وممارسة العنف.
نحاول الجمع بين الموقفين بإبرتاز ضرورة الدولة وإماكنية استعمال العنف المشروع وتحقيق الحق والعدالة في نفس الوقت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نماذج منجزة
النص : النص : امتحان الدورة العادية صاحب النص هو جون سيرل
إن الشخص يتمثل في ذلك الكائن العاقل والواعي بوجوده الذاتي والجسدي. إنه تلك الإنية التي تحس بنفسها في الزمان والمكان، من حيث أنها هي ذاتها رغم تغير الحالات واللحظات، ورغم السيرورة التي تعرفها حياة الشخص. وهذا الإحساس بالذات هو ما يعبر عنه بالهوية الشخصية، بمعنى وعي الشخص وإحساسه بأنه هو هو وأنه واع بأفعاله ومسئول عن سلوكاته رغم كل التغيرات التي تطرأ على الجسد ومرور الأزمان. والنص الذي أمامنا يحدد معنى الهوية الشخصية في الوعي والذاكرة التي تجعل الشخص واعيا بذاته متذكرا لتجاربه. فما دور الوعي والذاكرة في تحديد هوية الشخص؟ وهل الهوية تقف عند هذه المحددات فقط؟
يعالج النص إذن قضية الهوية الشخصية ويحاول أن يقدم المحددات التي تقوم عليها هذه الهوية، ولذلك يطرح النص سؤالا هاما وهو: كيف يمكن تحديد الهوية الشخصية بناء على الوعي والذاكرة؟ ويجيب النص عن هذا السؤال بأطروحة مفادها أن وجود حالات واعية متصلة وقدرتي على تذكر هذه الحالات يعتبر محددا للهوية الشخصية. ومعنى هذا أن الشخص يحس أنه هو ذاته رغم تغير الحالات وتعدد التجارب، ولهذا فإنه يتذكر كل ذلك باعتباره منتميا إلى ذاته ومعبرا عن هويته، على الرغم من تغير صورته الجسدية، أو افتراض وجوده في جسد آخر. فالوعي بالذات وتذكر التجارب هما المحددان للهوية الشخصية وليس الوجود الجسدي. ويقدم النص فكرته هذه باستعمال مجموعة من المفاهيم منها على الخصوص مفهومي: الوعي والذاكرة ، وهما قدرتان تميزان الوجود الإنساني وبهما يستطيع الإنسان أن يعرف ذاته ويحس بهويته الشخصية. ومن أجل تأكيد الأطروحة التي يقدمها فإن النص يوظف بعض أساليب الحجاج منها أسلوب الشرح والتفسير، إذ أنه يعمل على شرح أطروحته لتكون واضحة، كما يوظف أسلوب الاستشهاد بمفكر مشهور يتحدث عن نفس الموضوع وهو الفيلسوف لوك الذي يرى بدوره، حسب النص، أن الوعي والذاكرة يلعبان الدور الأساس في تحديد الهوية الشخصية. وهذا ما يفسر فكرة الاستمرارية التي بنى عليها لوك فهمه لهذه الهوية. ومن خلال ما سبق تظهر لنا أهمية هذا النص الفلسفية، إذ أنه حاول أن يقدم لنا تصورا محددا لمفهوم الشخص ودور الوعي والذاكرة في هذا التحديد مما يجعلنا أمام كائن إنساني يبقى هو هو رغم تغير الزمان والمكان بل وتغير الحالات الجسدية، وهو ما يسميه لوك بالاستمرارية التي تنتج عليها كل المسئوليات الاجتماعية والقانونية التي يتحملها الشخص باستمرار. ولمثل هذه الفكرة قيمة كبرى على المستوى الفلسفي وفي تاريخ الفلسفة.
إن ما يقدمه لنا النص في محاولته لتحديد الهوية الشخصية يضعنا أمام إشكاليات متعددة متعلقة بالموضوع وتدفعنا إلى التأمل في قيمة هذه الفكرة مقارنة بأفكار أخرى تخص نفس القضية. إن هوية الشخص تشير عموما إلى ذلك الوعي بالمطابقة مع الذات والذي يحدد به الشخص نفسه وذاته ويتميز به عن الآخرين. غير أن تأملنا لتاريخ الفلسفة يضعنا أمام مواقف متعددة من هذا الموضوع، الشيء الذي يجعل من الضروري عدم الوقوف على مفهوم واحد لمعنى هوية الشخص رغم القيمة التي يمكن أن نضفي على أطروحة النص الذي قمنا بشرح عناصره. ويمكن هنا أن نأخذ بعض الأمثلة عن هذا والتي نستقيها من تاريخ التفكير الفلسفي المتعلق بالموضوع. وسنقف على موقفين اثنين هما تصور ديكارت وتصور مونيي. فديكارت يرد الهوية الشخصية إلى الأنا المفكر. ذلك أن التفكير في الذات كوجود مفكر متمركز على ذاته وإنيته هو الذي يفسر هوية الشخص. فلا معنى للشخص بدون قدرة على التفكير في الذات. وحتى إن أمكن تفسير التفكير في الذات بفكرة الوعي بهذه الذات فإننا لا نجد عند ديمارت ذكرا لفكرة الاستمرارية والذاكرة. أما بالنسبة لمونيي فإنه يحاول أن يحدد الهوية الشخصية بناء على ذلك العلم الداخلي الذي يملكه الشخص ويجعل منه كائنا متميزا عن المواضيع والأشياء الخارجية والتي تمكنه من التفكير والإرادة. وهكذا نجد أنفسنا أمام مواقف تضع فكرة الثبات التي أكد عليها النص موضع تساؤل. فهوية الشخص تتمثل في الثبات لكننا قد نكون أمام شخص قادر على تغيير هويته عن طريق تغيير طريقة سلوكه بناء على وجوده النفسي والاجتماعي المتغير.
بناء على كل ما سبق يتبين لنا أنه ليس من السهل الوقوف عند محدد واحد لهوية الشخص. فمحددات هذه الهوية متعددة بل ومتغيرة في بعض الأحيان ولا يمكن تحديدها فقط من خلال الوعي والذاكرة ولا يمكن أن نضفي عليها صفة الثبات الدائم رغم تغير الزمان والمكان. والأمثلة التي قدمنا تعتبر حجة على هذا مما يحيلنا إلى العودة إلى القول بأن قضية الهوية الشخصية هي قضية تحمل كثيرا من عناصر الغموض والإشكال.
(2)
القولة المرفقة بسؤال: القولة: امتحان الدورة العادية صاحب القولة هو إنشتين
عرف العلم الحديث إنجازات كبيرة سواء على مستوى الإنتاج العلمي أو التطور الفكري الذي صاحبه. لقد بدأ العلم بداية جديدة كانت بمثابة قطيعة مع ما قبلها. في هذه المرحلة فرض التجريب نفسه كأسلوب علمي وأصبحت النظرية جزءا ضروريا في مراحل العمل العلمي. فلم يعد العلم نتيجة لتجربة عامية وملاحظة بسيطة بل انتقل إلى شكل نسق من المبادئ والمفاهيم والقضايا التي يقبلها العقل وتصدقها التجربة. وإذا كان العلم قد بدأ تجريبيا من حيث بناؤه للمفاهيم وخصوصا في علم الفيزياء فإنه قد أصبح مع التطورات المعاصرة يعتمد على العقل أولا في بناء هذه المفاهيم. وهذا ما تؤكده القولة التي بين يدينا، إذ ترى بأن المفاهيم الفيزيائية هي إبداع حر للفكر وليست معطى تجريبا كما كانت في العلم الكلاسيكي. لهذا نتساءل: كيف تكون المفاهيم الفيزيائية إنتاجا فكريا؟ وهل يكفي البناء العقلي في إنتاج المفاهيم العلمية؟
من الخصائص الأساس للفيزياء الحديثة كما ظهرت مع العلماء المحدثين ومنهم على الخصوص نيوتن هي أن عالم الفيزياء يعمد في بداية عمله إلى تحديد المفاهيم التي سيبني بها نسقه. وهذا ما فعله نيوتن من خلال تعريفه للمفاهيم التي أصبحت فيما بعد من المبادئ التي يبدأ بها أي دارس للفيزياء، وذلك مثل مفهوم الكتلة والسرعة والحركة والزمان والمكان وغيرها. وكان العالم حينها يرجع إلى الواقع الملاحظ للقيام بهذه التعاريف. غير أن تطور علم الفيزياء من بعد دفع العلماء إلى الرجوع إلى العقل كأساس في بناء هذه المفاهيم. وهذا ما تؤكده القولة التي تبين أن المفاهيم الفيزيائية هي إبداعات حرة للفكر وليست معطيات للتجربة، والقولة هنا تشير إلى مفاهيم الفيزياء النظرية المعاصرة وخصوصا في ميدان فيزياء الجسيمات الميكروسكوبية. لقد أدت التطورات التي عرفتها العلوم عموما والفيزياء خصوصا إلى تغيير نظرتنا للظاهرة الطبيعية وإلى الواقع العلمي الذي نتعامل معه. فلم يعد الواقع العلمي هو الواقع المعطى عن طريق التجربة بل أصبح واقعا عقليا افتراضيا. لم يعد أمامنا شيء نلاحظه ثم نقوم بوصفه وتفسيره وذلك لأن الواقع الميكروسكوبي هو واقع عصي عن الملاحظة بالأدوات التجريبية الكلاسيكية. بل إنه لم يعد أمامنا واقع نلاحظه. ولهذا فتح المجال للعقل كأساس في بناء الواقع الذي أصبحنا نتعامل معه وأصبح للنظرية السبق في بناء الواقع العلمي والمفاهيم الفيزيائية. وإذا كانت الذات في العلم الكلاسيكي منفصلة عن الموضوع الواقعي الملاحظ والملموس فإننا في الواقع العلمي المعاصر ، على العكس من ذلك ، أمام نوع من الوحدة بين الذات والموضوع، على اعتبار أن ذلك الواقع المنفصل لم يعد موجودا بالكيفية السابقة. وهنا فإن المفاهيم الفيزيائية أصبحت مرتبطة بالفكر لأنها في الأخير إبداع حر للفكر. وفي هذه اللحظة ولهذا الاعتبار فإن جل المفاهيم والمبادئ التي اعتمدت عليها الفيزياء الكلاسيكية قد تغيرت مثل مفهوم السببية والحتمية والقانون والزمان والمكان وغيرها من المبادئ والمفاهيم، لأن مثل هذه المبادئ والمفاهيم الكلاسيكية لم تعد تستوعب التطورات المتجددة في ميدان الفيزياء، وأيضا فإن اللغة التي كنا أصبحنا نتكلم بها ونعبر بها عن مبادئنا ومفاهيمنا الفيزيائية هي غير تلك التي كنا نتكلم بها من قبل. اللغة المعاصرة هي اللغة الرياضية والرمزية وقيمة كل مفهوم هي في مدى دقته الرياضية أولا. والنسق الفيزيائي الذي يستعمل هذه المفاهيم هو في عمومه نسق مبني بطريقة رياضية. إنها الفتوحات الجديدة في الفيزياء المعاصرة والتي تغيرت بمقتضاها طبيعة العقلانية العلمية، إذ أصبحنا أمام عقلانية جديدة تختلف في خصائصها عن العقلانية الكلاسيكية. وهذا ما يؤكده إنشتين في تصوره الإبستمولوجي إذ يبين لنا أهمية الدور الذي أصبح يلعبه العقل في بناء النسق الفيزيائي وفي تقديم المفاهيم الفيزيائية داخل نسق من الفيزياء النظرية، أي أن التجربة هنا لا تمنحنا شيئا على هذا الصعيد بل إن الدور الأول هو للعقل لا للتجربة في بناء هذا النسق الفيزيائي. وهكذا تكون المفاهيم الفيزيائية إبداعات حرة للفكر.
وإذا كانت القولة تتحدث عن التطورات المعاصرة في ميدان الفيزياء النظرية، فهل هذا ينفي دور التجربة في الفيزياء؟ إن الجواب لن يكون إلا بالسلب. ذلك أن التجربة يبقى لها الدور الذي تستحقه في ميدان الفيزياء. إن الإبداع العقلي له مجاله الخاص وهو الفيزياء النظرية، وهذا لم يلغ قيمة المفاهيم الفيزيائية في صورتها الكلاسيكية. لقد كانت التجربة هي الدافع والمحفز للتطور العلمي بل إنها المرحلة المؤسسة للمعرفة العلمية بمعناها الحديث بعدما حدثت القطيعة مع الفكر العلمي القديم والذي يرى باشلار بأنه يمثل مرحلة ما قبل العلم. وكأن التجربة في صورتها الحديثة هي بداية تاريخ المعرفة العلمية الصحيحة، هذه المعرفة التي أعطت لكل من العقل والتجربة دورهما، وإن كانت تبدأ بالتجربة، كما أكد على ذلك العلماء الرواد في هذه المرحلة. والمبرر لذلك أن الواقع الذي كانت تتعامل معه الفيزياء الكلاسيكية هو واقع معطى وقابل للملاحظة بالعين المجردة. إنه ليس نقصا في المعرفة العلمية وإنما هو شكل تجريبي كان يفرضه الواقع الذي نتعامل معه. ولهذا فإننا بقولنا السابق لم نكن ننقص من قيمة التجربة ولا من القيمة المفاهيم الفيزيائية المستقاة من التجربة، وإنما كنا نوضح طبيعة التطور والتجديد الذي طرأ، وهو أمر طبيعي داخل ميدان المعرفة العلمية التي لا تعرف سكونا ولا توقفا. فالمفاهيم الفيزيائية الكلاسيكية كانت تتعامل مع واقع لا يلائمه إلا الانطلاق من التجربة بينما أن الواقع العلمي المعاصر في الفيزياء النظرية يلائمه ، على العكس مما سبق، الإبداع الحر للفكر. إنهما مرحلتان مختلفتان لا تنفيان بعضهما. ومن هنا لا يمكن أن نلغي دور التجربة في المعرفة العلمية، سواء تعلق الأمر بالأهمية التي كانت للتجربة من خلال الفتوحات الحديثة في مجال العلم أو من خلال ما لعبته في تطور العلم، مما ساهم في انبثاق واقع جديد تطلب منا تغيير الآليات التي نعمل بها حسب هذا الواقع الجديد الذي يخضع للتجدد الدائم في المعرفة العلمية. هذا من جهة أما من جهة أخرى فإن قيمة التجربة تتجلى في المعرفة العلمية من خلال كونها المعيار الذي تستند إليه الفيزياء النظرية نفسها كمعيار لمدى صحة الفرضيات النظرية. فلا قيمة لأي افتراض إذا لم تؤكده التجربة. وهذا ينبع من أن النظرية العلمية هي مثل جبل الثلج ، الجزء الكبير منه هو الجزء المظلم، أي الذي قد لا يكون صحيحا لأنه لا يتطابق مع التجريب. وهذا ما دفع مفكرا ابستمولوجيا مثل كارل بوب إلى أن يجعل من مبدأ التزييف المعيار الأساس لقياس قيمة النظرية العلمية. فالتجربة تبقى إذن معيارا لا غنى عنه في إبراز قيمة النظرية. ويتطابق هذا مع ما قال به إنشتين الذي ذكرنا تصوره من قبل، إذ أن هذا الأخير يبين أن التجربة تبقى منتهى النظرية . وهو نفس الأمر الذي يبينه ابستمولوجي مثل دوهيم والذي يرى أن التجربة هي التي تؤكد صحة النظرية أو خطأها. بل إن العلم باعتباره تجاوزا دائما لأخطائه لا يقوم بهذا التجاوز إلا بفضل الإنجاز التجريبي الذي يحققه.
نستنتج مما سبق أن المعرفة العلمية هي في جوهرها نتيجة للعمل التجريبي والإبداع النظري. فلا قيمة للنظرية إلا بالتجربة، ولا معنى للتجربة بدون إطار نظري واضح. فالمعرفة العلمية تجاوزت مفهوم المعرفة العامية وأصبحت نسقا لكل من التجربة والنظرية دورهما فيه. وهذا ما يؤكد عليه باشلار في فكرته عن العقلانية المطبقة . فلا عقل بدون تجربة ولا تجربة بدون عقل، وهذا ما يعطي للمعرفة العلمية معناه وثرائها المستمر والمتجدد.
(3)
السؤال المفتوح: السؤال: اقتراح الامتحان رقم 2
تعتبر قضية الغير من القضايا الفلسفية الحديثة. فقد وضعتنا فلسفة ديكارت الذاتية أمام إشكال هام وهو طريقة الانتقال من الوعي بالذات إلى معرفة الغير. فالوعي بالذات عند ديكارت يستغني بذاته في وعيه بهذه الذات ووجودها. وكأن الغير ليس ضروريا أو لا يعتبر من شروط وجود الذات. وقد حاولت الفلسفة الجدلية لهيجل والفلسفة الفينومنولوجية حل هذا الإشكال فيما بعد. إذ وضعت لنا مقومات فكرية ننطلق منها لمعرفة الغير. وأمام هذه المفارقة نتساءل: هل يمكن معرفة الغير؟ أم أن هذه المعرفة هي غير ممكنة؟
تعني معرفة الغير القدرة على الوعي به في نفس الوقت كجسد وكوعي، أي كعالم داخلي يشبهني ويختلف عني في نفس الوقت. إن الوضع البشري يقتضي وجود ذوات متعددة في هذا العالم. فلا يمكن تصور ذات منعزلة عن غيرها. فوجود الغير أمام الذات واقعة أساس في الوجود البشري. لكن تبقى مشكلة العلاقة مع الغير مع ذلك مشكلة كبيرة، على اعتبار أن هذه العلاقة تتأسس على الصورة التي يحضر بها الغير في وعيي. فقد أدرك ذاتي ولا أبالي بمعرفة الغير كما فعل ديكارت، كما أني قد أحس أن معرفة الذات الأخرى تتعدى الغيرية نفسها فأعرف الغير وأحس به وبمشاعره وكأننا ذات واحدة. فالغير هو تلك الذات الأخرى التي تشبهني وتختلف عني . ومعرفتها ترجع إلى تحديد مستويات هذا التشابه وهذا الاختلاف. والغير يتجلى أمام الذات أولا كجسد غير أن هذا الجسد يخفي وراءه وعيا وعالما داخليا. وهنا تكون الذات أمام إمكانيتين اثنتين: فإما أن معرفتي بالغير تقف عند حدود المعرفة الجسدية، أو أنها تتجاوز هذه المعرفة إلى استحضار العالم الداخلي للغير ومعرفته داخليا. وفي هذه اللحظة يمكن أن نؤكد على أن معرفة الغير ممكنة. إذ أن الذات قادرة على تجاوز المستوى الجسدي وتلج إلى معرفة الغير. وقد أكد التصور الجدلي لهيجل ذلك حيث جعل معرفة الغير ممكنة من خلال قانون الجدل. ذلك أن وعي الذات بذاتها غير ممكن إلا بواسطة وجود ذات أخرى تشكل في البداية طرفا آخر في التناقض الجدلي والذي سينتقل فيما بعد إلا ضرورة أو شرط لوعي الذات بنفسها. وهكذا تصبح معرفة الغير مكنة حسب الفلسفة الجدلية لهيجل. أما الفلسفة الفينومنولوجية بأغلب ممثليها فقد بينت أن فكرة القصدية وفكرة الوجود في العالم تمنع من وجود عدم معرفي بين الذات والغير وهذا ما أكده هوسرل الذي بين أن تجربة الوعي بالذات تدفع إلى إمكانية الإحساس بتجربة الغير وفهم شعوره من خلال علاقة القصدية التي تؤدي إلى قدرة الذات على الوصول إلى درجة التوحد مع الغير ومعرفته كوجود في العالم. ويسير ميرلوبونتي على خطى أستاذه هوسرل، إذ يؤكد بدوره على إمكانية معرفة الغير أولا عبر التجربة الجسدية التي تتحول من خلال فعل الكلام إلى وعي بوجود الغير في العالم مثلي وهذا العالم هو عالم مشترك داخلة نتبادل فعل الوجود والمعرفة، وهذا لأن الغير ليس مجرد موضوع يمكن أن يدرك مثل باقي المواضيع بل إنه جسم يحمل وعيا، وهو هنا يشبهني ونتبادل نفس الوجود في العالم. ومع اختلاف في طرق العرض والاستدلال فمعرفة الغير تعتبر أمرا ممكنا من خلال المفكرين السابقين. ولا يبتعد شيلر عن ذلك حيث يؤكد على إمكانية معرفة الغير من خلال فكرة المماثلة بحيث أن مجرد قياس شعور الغير على شعوري عندما أقوم بنفس السلوك يمكن من معرفة الغير، ليس كجسد فقط ولكن كشعور داخلي أيضا. وهكذا نستنتج من خلال كل هذه النماذج إمكانية معرفة الغير ويكون جوابنا من ثم على السؤال المطروح بالإيجاب.
يؤدي بنا الجواب السابق إلى أن العلاقة المعرفية بالغير هي علاقة إيجابة في أغلب الأحوال. ذلك لأنه ما دامت الذات قادرة على معرفة الغير كوجود متكامل من جسم ووعي وشعور فإن هذا يفتح الإمكانية لوجود تواصل فعال بين الأنا والغير. وهذا تفرضه طبيعة العلاقات الإنسانية التي يجب أن تكون على هذه الصورة. لكن هل يمكن أن تكون هذه العلاقة إيجابية على الدوام؟ ليس هذا ممكنا. وهذا ما تؤكده صور الإقصاء والعداء بين الأنا والغير والتي هي نتيجة لانعدام إمكانية التعارف بينهما. وتأسيسا على هذا يمكن أن نقول بأن معرفة الغير تكون غير ممكنة في أحوال كثيرة. فعندما تقتصر رؤيتنا إلى الغير على جانبه الجسدي فإن هذا يعني أننا لا نستطيع أن نلج إلى شعوره باعتباره ذاتا أخرى تشبهني في إنسانيتي ووعيي. وكأن الغير بالنسبة إلى الأنا هو مجرد موضوع مثل باقي الموضوعات. وهنا تنعدم كل علاقة معرفية. ذلك أننا لا يمكن أن نتواصل مع غير ننظر إليه كما ننظر إلى باقي الموضوعات الخارجية. إننا ندرك هنا الذات كعالم مغلق أمام عالم آخر مغلق على ذاته المنفصلة كل الانفصال عن الذات. ومثل هذه الأطروحة هي التي يقول بها المفكر بيرجي حيث يرى أن بين الأنا والغير نوع من الجدار الذي لا يكمن تجاوزه. وبمعنى آخر إننا لا يمكن أن نعرف الغير كعالم داخلي له نفس الوعي ويعيش نفس المشاعر مثلي. ومثل هذه العلاقة هي التي سماها سارتر بعلاقة النفي. إنني لا أرى في الغير، حسب هذا الفيلسوف إلا جانبه الجسدي. إنني لا أدركه إلا كموضوع مثل إدراكي للكرسي والطاولة. إن العلاقة المعرفية بين الأنا والغير هي علاقة عدم. وعلاقة العدم هذه تشير إلى استحالة تجاوز المستوى الجسدي والموضوعي في معرفة الغير. ويظهر هذا خصوصا في الشعور الذي أحسه وأنا أرى الغير ينظر إلي. إنني أحس بالخجل من نظرة الآخر. وهذا الشعور يسلب مني حريتي ويجعلني أحس بالضيق والغثيان. فوجود الغير ثقل على الذات وجحيم بالنسبة إليها لأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة سلب ولأن الإدراك المتبادل غير ممكن بمعنى أن الأنا لا يستطيع الولوج إلى وعي الغير ويعامله من منطلق الشبيه الذي يجب التواصل معه. مما يؤدي إلى أن نكون في علاقة عدم التواصل مع الغير. وهذه هي الأطروحة التي هاجمها ميرلوبونتي وهو يقرأ فلسفة سارتر وينتقدها. وكأننا أمام آخر يشكل عدوا للذات وليس امتدادا لها. ومثل هذه الأطروحة تجعلنا أمام دلالات فلسقية كبيرة حول مسألة العلاقة مع الغير وإمكانية معرفته. فضرورة الغير في الوعي بالذات والإحساس بالوجود لا تكفي لكي ننطلق إلى محاولة معرفة هذا الغير والتواصل معه وفتح الباب أمام إمكانيات معرفته ومشاركته نفس الشعور. بل إن الحاصل هو عكس هذا حسب ما تشير إليه فلسفة سارتر. ويبدو أن هذا يتوافق إلى حد ما مع ما قال به مالبرانش أيضا حيث يرى أن معرفة الغير غير ممكنة انطلاقا من الوعي باالذات. فهذا الوعي لا يجعلنا قادرين على العبور إلى إدراك وعي الغير.
نستنتج من خلال ما سبق أننا أمام أطروحتين متعارضتين حول مسألة إمكانية معرفة الغير. ويبدو أن هذه الإمكانية لا يجب أن تعالج انطلاقا من رؤية واحدة وثابتة بل إن هذه الإمكانية تخضع للظروف الزمانية والمكانية والثقافية التي نحاول فيها إدراك الغير. وهنا تصبح هذه المعرفة ممكنة في أحوال معينة ومستحيلة في أخرى. لكن من اللازم أن نحرص على معرفة الغير . فالغير الذي يشبهني ويختلف عني يجب أن يكون دعامة لوجودي ومن ثم يجب أن أقيم معه علاقة تعارف وتواصل وليس علاقة صراع وانفصال وتباعد. وبهذا نؤسس لعلاقات إنسانية مثالية وخيرة.